طواف الإفاضة وأهم آراء العلماء
طواف الإفاضة يعتبر أنه هو ركن من أركان الحج في الإسلام، ويأتي في الركن الثالث من أركان الإسلام، حيث أن أول أركان الحج في الإسلام هو الإحرام، ومن ثم الثانية وهي الوقوف بعرفة، ومن ثم ثم الثالثة وهي الطواف للإفاضة، والرابعة هي السعي بالصفا والمروة، والطواف يعتبر ركن أساسي من أركان الحج ببيت الله.
طواف الإفاضة
كما عرفنا أن الطواف للإفاضة هو ركن أساسي من أركان الحج، وسمي بالإفاضة حيث أن الحاج يأتي بعد إفاضته من مِني إلى مكة، ويلقي عليه أيضاً،”
طواف الزيارة
حيث زيارة الحاج لمكة وهو يأتي من مِني،
طواف الركن
باعتبار الحكم،
طواف الفرض
باعتبار الحكم،
طواف الصدر
حيث أنه يتم فعله بعد الرجوع.”
ويكون سبعة أشواط حول الكعبة الشريفة، لقول الله تعالى: “وليطوفوا بالبيت العتيق”، أي الطواف بالكعبة الشريفة.
تعريف الإفاضة في اللغة وفي الاصطلاح
الإفاضة في اللغة
هي الدفع في السير بكثرة، حيث يطوف الحاج من مِني إلى مكة ثم يرجع مرة أخرى، وأصل كلمة الإفاضة هي الصب.
الإفاضة في الاصطلاح
الطواف الذي يقوم به الحاج ببيت الله الحرام بعد أن يأتي من مِني، ويقوم به الحاج ببيت الله يوم النحر، ويقوم به في مكة المكرمة، ولا يمكث الحاج في مكة بل لابد أن يعود مرة أخرى إلى مِني بعد الانتهاء من إفاضته.
ما هو طواف الإفاضة
من أركان الحج بالبيت، ولا يتحلل الحاج ببيت الله التحلل الأكبر دون فعله، ويقوم الحاج بالطواف بعد الانتهاء من الإفاضة في عرفة، وبعد المبيت بالمزدلفة، ثم يأتي يوم العيد، فيرمي وينحر ومن ثم يأتي إلى مكة، فيطوف بالبيت.
الشرب من ماء زمزم
من السنة أن يشرب الحاج من ماء زمزم، وهذا ما اتفقت عليه المذاهب الفقهية الأربعة، “الحنفية والمالكية والحنابلة والشافعية”،
فمن السنة
“حيث أنه ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأفاض بالبيت، فصلى بمكة الظهر، فأتى عبد المطلب يسقون زمزم، فقال: انزعوا بني عبد المطلب فلولا أن يغلبكم الناس سقايتكم لنزعت معكم، فناولوه دلوا فشرب منه”.
طواف الإفاضة وكيفية القيام به ووقت القيام به
يبدأ الطواف بعد طلوع الشمس يوم العيد الأضحى وهذا ما ورد عن أهل العلم، ولكن عند الشيوخ والنساء فيبدأ من بعد منتصف الليل في ليلة عيد الأضحى المبارك، حيث أن الرسول صلي الله علية وسلم رخص تلك الرخصة إلى من هم من الضعفاء مثل كبار السن والنساء، فأباح لهم أن يرموا في النصف الأخير من ليلة أول يوم من عيد الأضحى.
اختلاف العلماء في مواعيد انتهاء طواف الإفاضة
فعند الإمام أبو حنيفة
أن من أخره عن أيام التشريق فعليه دم، وإنه جائز تكميله بعد انتهاء الشهر، ويجوز أن يجمعه الحج مع طواف الوداع وليس عليه دم.
وعند الإمام مالك
فإلى نهاية الشهر حيث قول الله عز وجل، “الحج أشهر معلومات”، حيث قال أن الأشهر المعلومات هم شوال وذي القعدة وذي الحجة.
طواف الإفاضة قبل الرمي
من المتعارف عليه في الشرع، أن الوظائف التي يجب القيام بها يوم النحر هي أول أيام عيد الأضحى، فيجب على الحاج القيام بأربعة أشياء، “أولها رمي الجمرات في العقبة، والثانية نحر أو ذبح الهدي، والثالثة الحلق أو تقصير الشعر، ومن ثم طواف الإفاضة
حيث أن الفقهاء اتفقوا أن اختلاف ترتيب هؤلاء الأربعة لا يفسد الحج، ويعد الحج مقبولا إذا لم يتم ترتيب هؤلاء الأربع، وذهب الجمهور إلى صحة الحج بعدم وجوب الدم، فعند تقديم طواف الإفاضة عن رمي الجمرات فهو جائز شرعا، وتم تصحيحه من قبل المالكية بإلزامه بدم،
حيث جاء رجل للنبي صلى الله عليه وسلم وقال له:” زرت قبل أن أرمي؟”، فقال له رسول الله: “لا حرج”، فقال له الرجل: “حلقت قبل أن أذبح”، قال له رسول الله: “لا حرج”، فقال له الرجل: “ذبحت قبل أن أرمي؟”، فقال له رسول الله: “لا حرج”.
حكم الطواف
طواف الإفاضة ركن من أركان الحج ببيت الله الحرام ولا يتحلل الحاج التحلل الأكبر إلا بالقيام بالطواف، وأن من تركه عليه أن يعود بلدة محرماً ويأتي به ولا يجوز غير ذلك لقبول الحج.
الطواف للإفاضة للحائض
إذا حاضت المرأة قبل طواف الفرض، فعليها أن تنتظر وقت توقف دمها أو أن تأخذ دواء يمنع نزول دمها خلال فترة الطواف، ومن ثم تغتسل وتطوف فترة النقاء، فلا شيء عليها، ولا حرج عليها، وإذا لم تستطع الانتظار إلى حين توقف دمها أو أن تطهر، ولم يتوقف دمها، فتشد على نفسها أو على من تؤمن عليه من تلوين الحرم، فلا حرج عليها، حيث أنها معذورة، ولا تمتلك القدرة على إيقاف هذا
حيث جاء حديث يقول
“حاضت امرأه مع أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها، فأتمت بها عائشة بقية طوافها”، ويستحب لها أن تذبح بدنه، أو يمكن الاكتفاء بالشاه، فإذا كان به مشقة لها فلا حرج لها من عدم الذبح أصلا.
الطواف للإفاضة مع طواف الوداع
يجوز جمع الطواف للإفاضة مع طواف الوداع، ويشترط عدم المبيت في مكة إلا إذا كان سيحضر أغراضه من الفندق المقيم فيه والمغادرة بعدها فوراً، فلا يمكن المبيت في مكة، حيث أن طواف الوداع هو آخر ما يفعله الحاج في حجه لبيت الله الحرام، فهو آخر ركن من أركان الطواف.
اختلاف الفقهاء في آرائهم على طواف الوداع
رأى جمهور العلماء أن طواف الوداع واجب، ورأى المالكية أنه سنة لان الحائض خفف عليها طواف الوداع، أما عن المالكية والحنابلة أجازوا الجمع بين الطواف للإفاضة وطواف الوداع، ويجب بعد طواف الوداع أن يغادر الحاج مكة على الفور دون الوقوف للشراء من المحلات، إلا للضروريات كالأكل والشرب، أو البنزين للسيارة.
هل الطواف للإفاضة فرض أم سنة؟
الطواف للإفاضة ركن أساسي من أركان الحج، وإذا نسيه الحاج وقام بطواف الوداع، فإن طواف الوداع لا يحل محله، والحاج لا يتحلل التحلل الأكبر إلا بالقيام بالطواف للإفاضة.
تابع المزيد: السعي بين الصفا والمروة
عدد أشواط الطواف والشك بها
عدد أشواط الطواف هم سبعة أشواط، ويمكن للحاج أن يشك بعدد الأشواط في حالتين:
الحالة الأولى
الشك في عدد الأشواط أثناء الطواف، في هذه الحالة يبني الحاج على العدد الأقل، أي أنه إذا شك بأنه طاف ل 3 أو 4 أشواط فيأخذ بالعدد الأقل وهو الـ 3 أشواط، ويطوف على هذا الأساس
الحالة الثانية
الشك في عدد الأشواط بعد الطواف، لا يلتفت الجمهور إلى الشك في عدد الأشواط بعد الطواف، حيث قال الإمام الحنبلي: “إن شك في عدد أشواط الطواف بعد الفراغ والانتهاء من الطواف، كأنه كما من شك في عدد ركعات الصلاة بعد الانتهاء منها”.
طواف الإفاضة وهو ركن أساسي من أركان الحج ببيت الله الحرام ولا يتحلل الحاج التحلل الأكبر إلا بالقيام به، ولا يمنع إذا قام الحاج باختلاف ترتيب الأربعة التي يقوم بها الحاج، فعند اختلاف ترتيبها لا يبطل الحج.