فضل الوقوف على جبل عرفات
فضل الوقوف على جبل عرفات فضل عظيم يتمنى المسلمون أن ينالوه فهو مشعر من أهم المشاعر المقدسة التي يؤدي المسلمون فيها مناسك الحج وهي مشاعر المزدلفة ومنى وعرفات، لأن الوقوف على جبل عرفة ركن أساسي من أركان الحج ولا يكتمل الحج إلا بتأدية هذا الركن لأنه فريضة
حيث قال النبي -صلَّ الله عليه وسلم- “الحج عرفة”، فيجتمع الحجاج في هذه البقعة الشريفة في تاسع يوم من شهر ذي الحجة، يقع جبل عرفات على بعد واحد وعشرين كيلو مترًا من مكة المكرمة على مساحة تقارب عشرة كيلومتر مربع ونصف بحدود واضحة.
فضل الوقوف على جبل عرفات
فضل الوقوف على جبل عرفات حيث يعد من أشهر الجبال في مكة المكرمة ويسعى المسلمون للوصول إليه والنيل من عظيم أجره، ويوجد في جبل عرفة تلة صغيرة شبيهة بالبرث وتسمى النابت حيث أنها تشبه النبتة في الأرض المنبسطة.
وتسمى بالبادية القرين ويصعد الحجاج عليها يوم الوقوف على عرفات وقال -صلَّ الله عليه وسلم- أنه قال: (قد وقفت ها هنا، وعرفة كلها موقف)، ويسمى الجبل عند العامة باسم “القرين” من الممكن أنه بسبب الشاخص الذي حدث أعلاه كالقرن عرفته كتب جغرافيا الإسلام بجبل الآل ويسمى بالنابت، ومن الممكن أن الاسم الأخير تم تسميته على الصخرات التي وقف عليها النبي صلَّ الله عليه وسلم
ومن المعالم التي توجد على جبل عرفة هو مسجد نمرة وهو المسجد الذي نزل عليه الرسول -صلَّ الله عليه وسلم- يوم عرفة في حجَّة الوداع ثم بناء المسجد وتبلغ مساحته في الوقت الحالي حوالي مئة وأربعة وعشرون ألف متر مربع، تبلغ طاقته الاستيعابية أكثر من ثلاث مئة ألف مصلي، ويقع مسجد الصخرات أسفل جبل الرحمة على يمين الصاعد عليه ويوجد به صخرات كبار وقف عندها محمد -صلَّ الله عليه وسلم- بناقته عشية يوم عرفة ويرتفع قليلًا عن الأرض.
معلومات عامة عن جبل عرفات
جبل عرفة يعتبر من المناسك المكانية في الحج وفضل الوقوف على جبل عرفات كبير حيث أنه ركن أساسي لإتمام شروط الحج، سنعرض لكم معلومات متنوعة عن الجبل والتي بدورها جعلت من فضل الوقوف على جبل عرفات فضل كبير على من يقف على الجبل حتى أنه من شروط الحج الصحيح:
سبب تسمية جبل عرفات
هناك أقوال عديدة لإطلاق هذا الاسم عليه عرفة، قيل أنه سمي بهذا الاسم لأن آدم فيه عرف حواء، وقيل لأن جبريل علم إبراهيم فيها المناسك، وقيل أيضًا أن الكلمة مأخوذة من العرف وهو الطيب كونه مكان مقدس، ولكن أكثر الروايات تأكيدًا هي التقاء آدم وحواء وتعارفهما بعد خروجهم من الجنة ولهذا سمي بجبل عرفة، والرواية الأخرى هي طواف جبريل بإبراهيم -عليه السلام- حين كان يريه مناسك الحج فيقول له “أعرفت أعرفت؟” ويرد إبراهيم “عرفت عرفت”:
- تعددت الآراء في معنى الاسم، بعضهم يرى أنه مشتق من المعرفة، والبعض الآخر يرى أنه مشتق من الاعتراف، وقيل أنه مشتق من العرف وهو الرائحة الطيبة.
- اختلف الناس في الاسم عرفة أم عرفات وقيل أن المعنى واحد حيث أنهما اسم للبقعة المعروفة والتي يجب الوقوف بها.
- قال الله -تعالى- “فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين”.
- اسم عرفات من الأسماء المرتجلة، ليس جمع مثلما يرى البعض، ولكنه مفرد على صيغة جمع ويطلق عليه عدة أسماء مثل: جبل الرحمة وجبل الآل والنابت والقرين.
أين يقع جبل عرفات؟
يقع جبل عرفة في مكة المكرمة على الطريق الواصل بالطائف، ويبعد عن منى بحوالي عشرة كيلو مترات، وعن المزدلفة حوالي ستة كيلو مترات، يحاط بسلسلة من الجبال وهو جبل منبسط، ويوجد وادي عرفة من جهة مسجد نمرة وهو الحد الفاصل بينه وبين الحرم.
ويعتبر هذا الوادي أحد الأودية الكبيرة بمكة المكرمة ويخترق أرض المغمس مارًا بطرف عرفة من الجنة الغربية عند مسجد نمرة، وبالرغم من أنه من الأودية ذات السيول الجافة إلا أن الزراعة فيه قليلة، ويذكر أن هذا المكان شهد قصة تاريخية وهي تحسر فيلة أبرهة الحبشي حين جاء لمكة المكرمة ناويًا هدم الكعبة الشريفة، ويفصل هذا الوادي بين مشعر عرفة ومشعر المزدلفة.
فضل الوقوف على جبل عرفات عظيم وهو من أهم شعائر الحج، يبدو جبل عرفات كالجبال العادية المكونة من صخور الجرانيت،ولكنه قليل الارتفاع حيث يبلغ ارتفاعه حوار سبعين متر فقط ومقارنة بباقي الجبال فهذا الارتفاع قصير، فبعض الحجاج يصلون إلى قمة الجبل مما يدل على قلة ارتفاعه.
يمتد جبل عرفة حوالي ميلين طولًا وعرضًا على بعد يصل عشرين كيلومتر من مكة في اتجاه الشرق، وتحيط به الجبال من جميع الاتجاهات بحيث يبدو الجبل في منتصف منطقة عرفة وتطوقه الجبال من جميع اتجاهاته.
الأحاديث التي وردت عن جبل عرفات
هناك الكثير من الأحاديث التي وردت عن فضل الوقوف على جبل عرفات، ونهى الرسول -صلَّ الله عليه وسلم- الحجاج عن الوقوف بوادي عرنة حيث أنه ليس جزءًا من عرفة، وحدد الإسلام حدود عرفة حيث قال -صلَّ الله عليه وسلم- ” عرفة كلها موقف، وارتفعوا عن بطن عرنة”، وقامت السعودية بإيضاح حدود عرفة بكتابات وعلامات توضح حدود عرفة، فالأماكن الموجودة داخل الحدود هي عرفة وما دون ذلك فهو ليس عرفة ويجب على الحجاج التأكد من ذلك والتعرف على تلك الحدود ليتأكدوا من أنهم بعرفة.
يستحق الصلاة في نمرة في اليوم التاسع حيث صرحت دار الإفتاء المصرية أنه ينبغي على الحاج أن يصلي صلاة الظهر والعصر في وقت صلاة الظهر أي يصليهما مقصورتين لكل واحدة منها ركعتين مع الإمام إن استطاع، ولا يفصل بينهما بالنوافل وإلا لن تجوز الصلاة.
تابع أيضًا: هل صيام عرفة مسنون للحاج وغيره
حكم أخذ قطعة حجر من جبل عرفات
فضل الوقوف على جبل عرفات كبير فهو من مناسك الحج الأساسية، لا يقع جبل عرفات ضمن الحرم المكي فهي خارج حدود الحرم، أما حجارة الحرم اختلف أهل العلم في جواز إخراجها منه، منهم من منع هذا مثل الشافعية والحنابلة، ومنهم من أجازها وهو الحنفية قال ابن عمر وابن عباس “لا يخرج من حجارة مكة إلى الحل، والخروج أشد”.
وقال الإمام أحمد رحمه الله ” لا يخرج من تراب الحرم ولا يدخل من الحل” وقال الهاوردي الشافعي في الحاوي “حجارة الحرم يمنع من إخراجها من الحرم، وكذلك التراب والمدرلما له من الحرمة المباينة لغيره فإن أخرج من حجارة الحرم أو من ترابه شيئًا فعليه رده إلى موضعه وإعادته إلى الحرم.
ولكن رأى الحنفية جواز نقل حجارة الحرم وإخراجها، كما جاء في المبسوط للسرخسي “لا بأس بأخذ حجارة الحرم ولأن الانتفاع بها في الحرم مباح، فما يجوز الانتفاع به في الحرم يجوز إخراجه منه.
ملخص هذا أن حجارة عرفة ليست من الحرم وقد يؤدي الاحتفاظ بها إلى تعظيمها والاعتقاد بأنها لها ما يستدعي التبرك بها ونحو هذا من البدع التي قد توقع بصاحبها بالشرك بالله، فعلينا عدم الاحتفاظ بهذه الحجارة حتى لا نقع فيما لا يرضي الله.
في مقالنا هذا تناولنا فضل الوقوف على جبل عرفات وبعض المعلومات المهمة عن الجبل على أمل منا أن نكون أفدناكم سائلين الله أن يرزقنا وإياكم فضل الوقوف على جبل عرفات.