شروط الحج عن الميت
شروط الحج عن الميت في البداية يجوز الحج عن الشخص الميت ما لم يؤد فريضة الحج قبل وفاته، وهذا لمن استطاع إليه سبيلا وهذا بدليل أنه جاءت امرأه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
“فقالت له يا رسول الله إن أُمّي ماتت ولم تحج أفأحج عنها؟ فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم نعم حُجِّي عنها”
رواه الترمذي ولكن لهذه الفتوى شروط ليكون الحج مقبول وصحيح، وفيما يلي سنعرض شروط الحج عن الميت.
شروط الحج عن الميت
هناك بعض شروط الحج عن الميت التي جاءت في العديد من كتب الفقهاء وهي:
أولها نية الوكيل عن الأصيل
وتكون النية شفهية بمعنى أن يقول الوكيل الذي يقوم بالحج أنه نوى أن يحج عن فلان ويعتبر هذا الشرط محل اتفاق عن جميع الفقهاء إذا كان الأصيل ميت أو حي يرزق.
توصيه المتوفي على الحج عنه
اختلف الفقهاء المالكية والحنفية والحنابلة والشافعية في هذا الشرط:
- حيث اتجه المالكية والحنفية بأن يكون الميت قبل وفاته قد ترك وصية قولا أن يتم الحج عنه بعد وفاته.
- واتجه الشافعية والحنابلة إلى أنه يجب أن يؤدى عنه فريضة الحج حتى لو لم يوصى بها الميت قبل وفاته.
- أما الحج عن الحي اشترط الفقهاء على أنه يجب أن يكون الأصيل غير قادر عن الحج لنفسه، عنده ما
- يكفي من المال حتى يوكل غيره للحج عنه أما إذا كان الأصيل قادر عن الحج لنفسه فلا يجوز أن يحج أحد عنه
- وهذا ما اتفق عليه جميع الفقهاء عدا المالكية الذين أكدوا أنه لا يجوز الحج عن الحي بأي حال من الأحوال.
شرط لعجز الأصيل الحي عن أداء العمرة
رأى الحنفية والشافعية أنه من شروط أداء الحج عن الحي أنه يكون عاجز عن أداء مناسك الحج عجز دائم أي عجز حتى وفاته مثل حبس الأصيل أو مرضه، ولو زال عنه العجز قبل وفاته وقد وكل عنه احد للقيام بالحج عنه في هذه الحالة لا يجوز الحج.
أما الحنابلة فرأوا أنه حتى لو زال عن الأصيل العجز قبل وفاته وكان قد وكل غيره بالحج عنه في هذه الحالة تأتي إجازة الحج عنه، والمالكية رأوا أنه لا يجوز الحج عن الشخص إلا بعد وفاته.
أداء الوكيل الحج عن نفسه
اختلف الفقهاء في شروط الحج عن الميت وفي هذا الشرط أيضًا:
- حيث اتجه كل من الشافعية والحنابلة على أنه يجب على الوكيل أن يكون قد حج عن نفسه أولا قبل الحج عن الميت وإلا لن تقبل له الحجة عن الشخص الميت.
- أما المالكية والحنفية فاتجهوا إلى عدم أهمية أن يكون الوكيل قد حج عن نفسه قبل حجه عن الميت فيكون الوكيل غير حج عن نفسه ولكن يحج للشخص المتوفي لأن الحج عند المالكية ليس على الفور، لكنه على التراخي.
أمر الأصيل للوكيل بالحج عنه
إن كان الأصيل حي فهنا يجب أن يكون قد أمر الأصيل بالحج عنه أما في حالة وفاة الأصيل هنا اختلف الفقهاء:
- الحنفية والمالكية أيدوا أنه لا يجوز للوكيل الحج عن الموصي إلا إذا كان أمره الموصى قبل وفاته بالحج عنه.
- الشافعية والحنابلة أيدوا أنه يجب الحج عن الميت حتى لو لم يأمر بهذا، وتكون نفقة الحج من تركه المتوفى، أن كان يوجد له تركه وإن لم يكن له تركه فيستحب أن يقوم بالحج عنه احد من ورثته، أو إرسال أحد للحج عنه.
نفقة الحج
واختلف الفقهاء في العديد من الأمور أبرزها شروط الحج عن الميت أيضًا نفقة الحج على من تقع حيث اختلف في هذا الشرط الفقهاء:
- حيث اتجه الحنفية إلى أنه يجب أن تكون نفقة الحج أو أغلب نفقة الحج من مال الأصيل.
- أما الشافعية والحنابلة فاتجهوا إلى أنه يجوز أن يتم التبرع بنفقة الحج.
- المالكية رأوا أنه أمر نفقة الحج يرجع لوصيه الأصيل فإن أوصى الأصيل بالدفع عنه يتم الدفع عنه أو أن يدفع هو نفقة الحج.
الإحرام ونوع الحج
اختلف الفقهاء على شروط الحج عن الميت وكيفية الإحرام حيث:
- الشافعية رأوا أنه يجب أن يبدأ الوكيل الإحرام من الوقت الذى طلب منه الأصيل إذا كان حي، فلو أمر الأصيل بحج الإفراد وحج قارناً فإن الحج يقع أما إذا أمر الأصيل بالإفراد وتمتع الوكيل، فإن الحج لا يقع.
- أما الحنفية فرأوا أنه لا يجوز الحج إلا بالطريقة التي طلبت من الوكيل فإن كان خلاف ذلك فلا يقبل الحج.
- الحنابلة رأوا جواز أي نوع من أنواع الحج
- والمالكية أكدوا مساواة حج القران بحج التمتع.
أخذ الوكيل الأجرة
اختلف الفقهاء في شروط الحج عن الميت وفي هذا الشرط:
- أجاز جمهور الفقهاء بجواز أخذ الوكيل أجره عن أدائه حج للأصيل.
- أما الحنفية فرأوا أنه لا يجوز أخذ أجرة عن الحج لأحد.
شروط الوكيل الموكل بالحج
اختلف الفقهاء في شروط الحج عن الميت تم وضع بعض الشروط للموكل له الحج:
- أشترط جمهور الفقهاء أن يكون الوكيل بالغ وعاقل ليتم الحج عن الغير إذا كان الغير موصى أو ميت.
- أما الحنفية أجازوا أن يكون الوكيل صبي ولكن أكدوا أنه يجب أن يكون مميز.
- طريقه الحج: اتفق الحنفية والشافعية والحنابلة أنه يجب أن يكون الوكيل عند قيامه بالحج عن الأصيل أن يكون راكباً.
- أما جمهور المالكية فعندهم يجب أن يكون الحج ماشيا ولكن لا يكون هناك مشقة شديدة على الوكيل.
حج الهبة عن الغير وشروطه
حيث اتجه فقهاء الشافعية إلى جواز القيام بحج الهبة عن ميت لم يوص بالحج عن نفسه قبل وفاته.
حكم الحج عن الميت وهو يعتبر من أفضل العبادات التي تكون نافعة للميت وخصوصاً إذا كان الميت هو أحد الوالدين أب أو ام الوكيل فقد سُئل رسول الله حيث أجاب بالقبول عن الحج عن الشخص الميت فقال كما ورد في الحديث الشريف جاءت امرأة إلى الرسول فقالت له ماتت أُمّي ولم تحج
“قالت: إنها لم تحج قط، أفأحج عنها؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حُجي عنها”، والمرأة التي جاءت إلى النبي “فقالت له: إن فَرِيضَةَ الله أدْرَكَتْ أبي شيخًا كبيرًا لا يَثْبُتُ علَى الرَّاحِلَةِ، أفأحج عنه؟ قال صلى الله عليه وسلم: نَعَمْ.”.
اقرأ أيضًا: فضل الوقوف على جبل عرفات
الحكمة من الحج
الحج هو فرض من فرائض الإسلام وركن أساسي من أركان الإسلام
كما قال الله تعالى: “ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا”
، فالحج هو عبادة لله -تعالى- فالعبد المسلم يبذل قصارى جهده ليكسب مرضاه الله عز وجل والحج هو أمر من أوامر الله -تعالى- فعلى المسلم أن ينفذ أوامر ربه بأداء مناسك الحج.
أن الحجاج يشهدوا منافع الموسم حيث قال -تعالى- “ليشهدوا منافع لهم” ومن المتعارف عليه أن الدين لا يفرق بين شكل ولون فمن أحكام الحج أنه يشهد توافق لصفوف المسلمين برغم اختلاف أشكالهم وألوانهم، وحدة المسلمين الرغم من اختلافهم في اللغة والجنس مما يشعر المسلمين والحجاج بجمال الدين الإسلامي ووحدته وعدالته.
اجتناب المسلم من الشرك بالله في الحج هو عبادة لله وتوحيد بأن الله وحده لا إله غيره ومناسك الحج تدل على ذلك حيث رمى الجمرات وذبح الهدي والكثير من المناسك التي تؤدى إلى الإيمان بوحدانية الله.
وفي النهاية فإن شروط الحج عن الميت مهمة يجب أن لا يتخطاها أحد الموكلين عن الحج عنه حتى يكون الحج صحيح ويحسب و أجره عند الله كبير و يرفع من شأن الميت ويرفع من درجاته.