فوائد الاستغفار وأهم الحوافز التي تعين المسلم على ملازمة الاستغفار
الاستغفار من النعم التي أنعم بها الله على عباده، و فوائد الاستغفار تضمن للمسلم التوبة، وهى سبب لتفريج الهموم وجلب الأرزاق ودفع الاذى، فالاستغفار مكافأة ربانية للعباد، أمر الله سبحانه تعالى عباده بملازمة الاستغفار فى آيات كثيرة في القرآن الكريم منها: قوله تعالى
*وَاسْتَغْفِرُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ* البقرة 199.
الاستغفار سبب للإمداد بالأموال والبنين كما قال الله تعالى
“وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ”نوح 12 ودفع البلاء كما قال الله تعالى “وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ”. الأنفال:33
فوائد الاستغفار في السجود
موضع السجود هو أكثر موضع يكون فيه العبد أقرب إلى ربه لذلك يكون هو الأنسب للدعاء بالغفران ومحو السيئات، وحثنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالاستغفار فى السجود لكثرة فوائد الاستغفار وتعددت صيغة الاستغفار:
الصيغة الأولى
رواها مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: “اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ، وَجِلَّهُ، وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ وَعَلاَنِيَتَهُ وَسِرَّهُ”
الصيغة الثانية
عَلَّمها رسول الله صلى الله عليه وسلم لصديقه العظيم أبي بكر رضي الله عنه؛ ولو كان الصِّدِّيق رضي الله عنه في حاجة إلى هذا الاستغفار فنحن ولا شكَّ أحوج! فقد روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه: أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاَتِي، قَالَ: “قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ”
الصيغة الثالثة
عن شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: “سَيِّدُ الاِسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ”
الاستغفار بعد الصلاة
أَسْـتَغْفِرُ الله (ثَلاثًا)، اللهم أنتَ السلامُ ومنكَ السلامُ، تباركتَ يا ذا الجلالِ والإكرام. • لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْد، وهوَ على كلّ شَيءٍ قَدير، اللّهُـمَّ لا مانِعَ لِما أَعْطَـيْت، وَلا مُعْطِـيَ لِما مَنَـعْت، وَلا يَنْفَـعُ ذا الجَـدِّ مِنْـكَ الجَـد. •لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ، وهوَ على كلِّ شيءٍ قدير، لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبدُ إلا إياهُ، لهُ النعمةُ ولهُ الفضلُ ولهُ الثناءُ الحسنُ، لا إله إلا الله مُخلصينَ له الدينَ ولو كرِهَ الكافرون .
أثر الاستغفار في الدعاء
أنّ المستغفر من الذّنب كمن لا ذنب له، فالاستغفار واستجابة الدّعاء أمران متلازمان فحيثما يكون الاستغفار والتّوبة يكون الدّعاء المستجاب، وإذا غاب الاستغفار ولم تصدق التّوبة غابت أسباب استجابة الدّعاء.
أنّ الله سبحانه وتعالى يعطي الرّزق لمن أدام الاستغفار وحرص عليه وهذا الرّزق من الله تعالى يأتي كذلك من خلال الدّعاء الصّادق حينما يقف العبد بين يدي الله تعالى يسأله الرّزق الحلال الطّيب في الدّنيا.
تابع المزيد: فضل صلاة التراويح
الإمام أحمد بن حنبل وفوائد الاستغفار
كان الإمام أحمد على سفر ووقف عند مسجد وأراد أن يبيت في المسجد، ولكن الحارس رفض تماما وجوده فى المسجد وأصر على خروج الإمام، وهو كان حريص أن يقضي ليلته.
لكن الحارس جر الإمام خارج المسجد، فرأه خباز بجوار المسجد وعرف ما حدث، فذهب إليه وقال له أنه يمكنه المبيت عنده فى المخبز، كل هذا وهو لا يعلم أنه الإمام أحمد بن حنبل وبالفعل ذهب معه وكان الخباز كريم وأحسن إلي الإمام، وبعد ذلك ذهب الخباز ليقوم بعمل العجين للخبز.
وعندها رأى الإمام أنه كثير الاستغفار وهو يعمل فتعجب كثيرا لأمره وأخذ يتابعه والساعات تمر وهو لا يمل ولا يكل عن الاستمرار فى الاستغفار، وقضي طيلة الليل مع الخباز ومازال يستغفر بلا توقف.
وفي الصباح سأل الخباز عن سر استمراره فى الاستغفار فى كل وقت وما الأثر العائد إليه من ذلك، وهو أعلم منا بفضل الاستغفار، فرد عليه الخباز وهو يقسم بالله أنه ما طلب من الله شيئا ولا دعا بدعاء إلا وقد استجاب له.
توقف قليلا ثم قال إلا دعوة واحدة، فسأله الإمام أحمد بن حنبل وما هى الدعوة فقال له أن أرى الإمام أحمد بن حنبل فرد عليه الإمام حينها والله إني أنا الإمام أحمد بن حنبل وقد جررت لك جرا….
إذا إن لملازمة الاستغفار فوائد تعود على المؤمن منها الحصول على الرزق والأموال والبنين وفك الكرب، ألا تريد أن تكون من المغفور لهم ؟! أحقا تستطيع الاستغناء عن فوائد الاستغفار!