ما هو القدر وأهم دلالاته
نتحدث اليوم عن الإجابة على سؤال ما هو القدر والشرح الكامل لمعناه في اللغة والشرع والفرق بينه وبين القضاء والرضا التام بهم والمقاييس المختلفة لهذا الموضوع ليتم معرفة ماهو القدر؟ هذا يحدث من خلال العديد من الأمور منها المراتب في العقيدة عن القضاء والقدر ووصايا رسول الله عن القضاء والقدر، نستعرض كل ذلك في السطور التالية.
ما هو القدر
تعريف القدر في اللغة العربية هو اسم مصدر من قدر الشئ يقدره تقديراً وقيل أنه مصدر من قدر يقدر قدراً، وأما معناه في الشرع فهو ما يقدره الله من القضاء ويحكم به من الأمور.
ما هو القدر وما الفرق بينه وبين القضاء
اختلفت عبارات العلماء في تعريف القضاء والقدر وهل هما معاً نفس المعني أو لكل واحدة منهم معني على حدى فقالوا:
القدر: معناه علم الله تعالى بما يكون عليه المخلوقات في المستقبل.
القضاء: معناه إيجاد الله وحدوث الأشياء حسب علمه وإرادته.
وسُئل الإمام أحمد عن القدر؟ فقال “القدر هو قدرة الرحمن وقد أخذ هذا من قول الله تعالى: (قل إن الأمر كله لله) (آل عمران: 154) “.
وقال الطحاوي في هذا الأمر: “كل شئ يجري بتقدير الله ومشيئته ومشيئته تنفذ، لا مشيئة للعباد إلا ما شاء، فما شاء لهم كان وما لم يشأ لم يكن، لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه ولا غالب لأمره”.
والإيمان بالقدر يشمل على أربعة مراتب وهذا ما يحتاج إليه المسلم في عقيدة القضاء والقدر:
- الإيمان بعلم الله القديم.
- درجة الإيمان بكتابة علم الله في اللوح المحفوظ.
- الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة.
- درجة الإيمان بإيجاد الله لكل المخلوقات وأنه الخالق وكل ما سواه مخلوق.
القدر في الميزان الإلهي
المعنى الشرعي للقضاء والقدر هو تقدير الله تعالى للأشياء في القدم وعلمه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده سبحانه، ومشيئته عز وجل لوقوع أشياء وصفات مخصصة لخلقه وأدلة القرآن على ذلك
قوله سبحانه وتعالى “إنا كل شيء خلقناه بقدر” (القمر: 49) وفي قوله “سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدراً مقدوراً” (الأحزاب: 38).
وصايا النبي للرضا بالقضاء والقدر
الرسول صلى الله عليه وسلم كان مربياً لنفوس أصحابه ومزكياً لها وهي المهمة التي شرفه الله عز وجل بها، وقد ظهر ذلك من خلال الوصايا الثلاثة التي تعد نماذج العلاج النبوي لأمراض النفوس وتدريبها التام على الرضا بالقضاء والقدر.
اقرأ المزيد: ما هي التميمة وما حكمها؟
الوصية الأولى: قوة الإيمان ومجاهدة النفس
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير أحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شئ فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا كان ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان”.
الوصية الثانية: دعاء الاستخارة
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما- قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة في القرآن ويقول إذا همَّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة (صلاة الاستخارة) ثم ليقل: “اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم إن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فأقدره لي وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فأصرفه عني وأصرفني عنه وأقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به ويسمي حاجته”.
الوصية الثالثة: القدر خير أم شر
ألا يمكن تقسيم الخير والشر في القدر، فالقدر كله خير ويجب الرضا به.
في نهاية المقال قد تكلمنا عن ما هو القدر ومعناه لغوياً وفي الشرع والفرق بينه وبين القضاء و القدر في الميزان الإلهي ووصايا النبي للرضا بالقضاء والقدر.